يسعى الكتاب لتشخيص المشهد العربي الراهن والواقع المكتنز بالقلق والقهر والمخاطر، حيث يفحص الكاتب التطورات العاصفة التي قلبت أوضاع الإقليم العربي، ودفعت به إلى نفق معتم في ظل نظام دولي اهتزت قواعده وقيمه...
والكتاب يمثل وقفة لتأمل المشهد الفكري والسياسي والثقافي الراهن، وقفة تستوجب المراجعة والتفكر، ونقد الذات من دون مواربة، ومساءلة سياسات، واستحضار دروس من التاريخ للتدبر، من أجل بلورة المعنى وبناء الوعي، في زمن تحولت فيه مسلمات كثيرة إلى إشكاليات، وارتفع فيه منسوب الفوضى والتفاهة، والحماقة السياسية الجاهلة بسيرورة التاريخ البشري، والمتجاهلة لجراح التاريخ التي لا تنام.
جاء في الكتاب: «عواصف عاتية، وتحولات جارفة ومتسارعة عربياً ودولياً، وبدا مشهد الإقليم العربي وكأنه مولود على صفائح حزام زلزالي، وحكمت عليه قوى الهيمنة الكولونيالية القديمة والحديثة أن يظل مكاناً للمعاناة والحروب، وأن يجعل في قلبه كياناً استيطانياً إحلالياً عنصرياً توسعياً، فاشي النزعة...».
يقرأ الفصل الأول في الكتاب المشهد الفكري العربي وإشكالياته الراهنة في ظل ثورة التقانة والآلة والإقطاع التكنولوجي، ودور المثقف كمنتج للأفكار والحاجة الماسة لتجديد المشروع النهضوي العربي، وضم الفصل الثاني بحوثاً في مخاطر الوعي التوهمي، ومساءلة ثقافة النهوض والتحرر كمفهوم إنساني له ضوابطه وأخلاقياته، وكذلك مساءلة الذكاء الاصطناعي، وحوكمته وإحاطته بسياج من المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والمهنية.
وفي الفصل الثالث تضمن الكتاب بحوثاً في تجربة الكاتب الدبلوماسية في العاصمة الأمريكية، وسلسلة من الذكريات والمعاني وصولاً إلى الظاهرة الترامبية، وضرورة فهم أمريكا الأمس واليوم، حيث خصامها إشكالية، وصداقتها إشكالية، ومصداقيتها إشكالية، أما الفصل الرابع فدرس ثقافة الثأر البربري، وغرور القوة، ونزعات الهيمنة، واستحضار معاني لوحة غيرنيكا للفنان بيكاسو، ومقارنتها بلوحة متلفزة لمدن غزة التي تفوقها هولاً وبشاعة. وتضمن الخامس بحوثاً عن عالم من دون نظام يحترم، وصراعات تولد حروباً ورعباً وفساداً في الأرض، وأخرى ذات صلة بالحداثة التي لم تمنع تفجير قنبلة نووية على هيروشيما وناجازاكي، ولم تحرر البشرية من الاستعمار والفوضى./ انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام