وقالت شمّت: «إن الطيب صالح هو الروائي السوداني الذي استطاع بأسلوبه السردي الساحر وموضوعاته العميقة، أن يحفر اسمه بين كبار الأدباء العرب المعاصرين، حتى أطلق عليه النقاد لقب «عبقري الرواية العربية».
وقدّم خلف الله ورقة (فن القص بين أصول الحكي التقليدية والخلخلة السردية، ملاحظات تكميلية لكتاب المتن الروائي المفتوح) قال فيها: إن فن القص يرتبط في جوهره بمكنون الذاكرة، وهي حقل ديناميكي يتبدل فيه المخزون، بحسب تقادم العهد واكتساب المعارف وتغير السياقات، ويلعب الزمان دوراً أساسياً في التأثير بما حفظ بالذاكرة، وفي تشكيل الهوية الشخصية، وإعادة بناء الهوية الوطنية أو القومية".
وأكد د. غانم السامرائي أن الطيب صالح ظل موضوعاً للقراءات المعمقة من جميع الجوانب، وهو من أبرز الكتاب الذين مثلوا التوتر الجدلي بين المحلية والعالمية، وفتح آفاق المعرفة الإنسانية من خلال المحلية، وشكلت روايته موسم الهجرة إلى الشمال، نقطة التقاء بين الرواية العربية والرواية العالمية.
وتحدث مجدوب عيدروس في ورقته عن قوة الخطاب لدى الطيب صالح وتنوع عوالمه السردية وشخوصه وخطابه الإنساني، كل ذلك نابع من نشأته ومراحل تكون شخصيته من الصبا إلى الشباب، في قرية كرمكول على النيل التي كانت وسطاً بين النوبة والمجموعة العربية، وتجمع فيها أقوام من شتى الإثنيات والمشارب الثقافية، ثم استقراره في بورت سودان التي يسكنها السودانيون بكل أطيافهم، ويسكنها يمنيون ومصريون وأتراك وأوروبيون.
وفي مداخلته تحدث محمد عبد الرحمن حسن بوب، عن الجانب الاجتماعي في أدب الطيب صالح، الذي وفر معرفة حقيقية بالمجتمع، وإن الفكرة السائدة عن أن الطيب صالح كتب عن الصراع بين العرب والغرب، بعد أن سافر الى بريطانيا، هي فكرة تحتاج إلى إعادة نظر، فاهتمامه لم يكن منصباً على صراع خارجي بين الشرق والغرب، بل كان يتناول مشكلات داخلية في مجتمعه بدأت بوادرها منذ وقت بعيد./ انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام