وقال اردوغان في تصريح صحفي نشرته اليوم مجلة نيوزويك الأمريكية : ان هذا الاختبار “ينتهي بالعار على البشرية جمعاء، بدءاً من الفاعلين في النظام الدولي، فالأطفال والنساء يموتون، فيما يُحرم ملايين البشر من أبسط مقومات الحياة”.
وشدد الرئيس التركي على أن أنقرة تواصل جهودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل متواصل في قطاع غزة، وإحياء حل الدولتين، وأورد أن أكثر من 100 ألف طن من المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى غزة “ما هي إلا خطوة من الخطوات التي اتخذناها لتضميد جراح إخوتنا وأخواتنا الذين يكافحون الجوع تحت الحصار اللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل”.
وفي مواجهة مجازر تُزهق فيها أرواح عشرات الفلسطينيين الأبرياء يومياً، سواء من الجوع أم نقص الدواء أو برصاص وقنابل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يضيف أردوغان ”نؤكد أن على المجتمع الدولي أن يتبنى موقفاً أكثر حزماً وصدقاً”.
وشدد الرئيس التركي قائلاً: “الحقيقة التي نكررها بإصرار وشجاعة جلية اليوم أكثر من أي وقت مضى: السلام العادل لا يتحقق إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، ذات السيادة الكاملة، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأوضح أردوغان أن “هذا شرط لا غنى عنه من أجل سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط”، مضيفاً: “رسالتنا إلى دول العالم واضحة: اعترفوا بدولة فلسطين”، مؤكداً أن الاعتراف بدولة فلسطين يُمثل أقوى رد يمكن تقديمه في مواجهة الاحتلال والحصار والظلم، “ونحن نهنئ الدول التي أعلنت مؤخراً اعترافها بفلسطين، وننتظر منها أن تكون ثابتة على مواقفها، وأن تترجم التزاماتها إلى خطوات عملية”.
وقال الرئيس التركي : أن “الصراعات وانعدام القانون والهجمات الإرهابية والأوبئة والكوارث المناخية وتفاقم الظلم وعدم المساواة، كلها تفرض ضغوطاً هائلة على النظام الدولي القائم”.
وأكد أردوغان أن تركيا تتحرك، في مواجهة كل ذلك، “برؤية تقوم على نهج في السياسة الخارجية يرتكز إلى مبادئ العدالة والسلام والتضامن، من دون التفريط بها، لتتعامل مع أزمات شاملة ومعقدة ومؤلمة بعمق، مع حماية أمنها الخاص والمستقبل المشترك للإنسانية”.
وقال الرئيس التركي: “نداؤنا المستمر، القائم على مبدأ ‘العالم أكبر من خمسة’، يتجاوز مجرد انتقاد للنظام العالمي القائم؛ فهو يجسد رؤية لمستقبل مشترك للبشرية”.
واكد اردوغان أن الأمم المتحدة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية بهدف الحفاظ على السلم والأمن الدوليين “لم تعد قادرة للأسف على القيام بوظيفتها الأساسية في مواجهة أزمات وصراعات اليوم وان مجلس الأمن، وهو الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة الذي تأسس على دعوى العدالة والمساواة، “أصبح رهين إرادة ومصالح خمسة بلدان فقط في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأزمات الإقليمية والعالمية”.
واعتبر الرئيس التركي أن هذه البنية غير العادلة، “التي تُعد من أبرز أسباب الجمود في عصرنا، باتت بحاجة عاجلة إلى إصلاح، كي تتمكن الأمم المتحدة بالفعل من أن تكون مركزاً فاعلاً للتعددية الفعالة وفقاً لمبادئها التأسيسية، ونتمكن من إيجاد حلول عادلة للتحديات العالمية”.
وعلى الرغم من الفراغ الناجم عن تراجع فاعلية الأمم المتحدة وتعقيدات الجغرافيا السياسية متعددة المستويات، أكد أردوغان أن تركيا تضع دبلوماسية الحوار والوساطة في صميم سياستها الخارجية.
في جانب آخر قال الرئيس التركي : إن سوريا تُعد بلداً ذا أهمية محورية في سياق الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن الصراعات المستمرة منذ عام 2011 تسببت في مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وإحداث دمار واسع، مورداً أن “اليوم، باتت إعادة إعمار سوريا وإحياؤها أمراً لا مفر منه من أجل استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها”.
وشدد اردوغان على أن مصلحة الشعب السوري يجب أن تكون في صدارة أي خطوة تتعلق بمستقبل سوريا، “كما يجب أن يُدرك الجميع أن الاستقرار والسلام الدائمين في سوريا لن يتحققا إلا من خلال احترام الإرادة المشتركة للشعب السوري بأسره، من دون منح امتيازات لأي انتماء أو جماعة”.
وأكد أردوغان في هذا السياق أن تركيا ستواصل الدفاع عن مبدأ "احترام وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية”، كما أن تركيا تعارض أي محاولات تُقصي إرادة الشعب السوري، أو تفتح المجال أمام الأطماع الانفصالية والتنظيمات الإرهابية، مضيفاً أن الطريق الوحيد لتدارك الأخطاء المرتكبة على مدى الأربعة عشر عاماً الماضية في سوريا “يكمن في دعم إقامة دولة ومجتمع مستقرَّين على أساس نهج تعاون أمني مشترك”./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام