وحسب جدول الاعمال المعلن للقمة الطارئة سيناقش القادة في اجتماعهم مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر سيتم اعداده اليوم الاحد في الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية وقد يمثل هذا المشروع موقفا جماعيا فعّالا في مواجهة السياسات الإسرائيلية، بعيداً عن الاكتفاء ببيانات التنديد والشجب التقليدية، في وقت يتطلّع فيه الجميع إلى طبيعة الخيارات التي سيعرضها القادة على طاولة النقاش.
وابرز مؤشرات هذا التضامن الادانة الدولية الواسعة لهذا العدوان الاسرائيلي والتضامن المطلق مع قطر التي تتولى الوساطة لتجنيب المنطقة ويلات الحروب والكوارث الناجمة عن السياسة الاسرائيلية واحلامها التوسعية ليس فقط في الحاق الضفة الغربية المحتلة وانما اقامة مايجري في خيال نتنياهو اسرائيل الكبرى .
فقد اكدت اغلب دول العالم ونستثني منها الولايات المتحدة المعروفة بدعمها المطلق لنتنياهو إن الغارات الإسرائيلية تعد انتهاكا غير مسبوق للسيادة واعتداءً صارخا لكل الاعراف والقوانين الدولية والقيم الانسانية ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل .
أن العدوان الإسرائيلي على قطر أعاد إحياء الشعور القومي العربي بشكل غير مسبوق، ورسخ قناعة لدى الجميع بأن المستهدف ليس دولة بعينها وإنما المنطقة بأسرها، مما يجعل أولويات المنطقة تتغير وهذه الرسالة وصلت بوضوح وأثارت موجة تضامن استثنائية مع قطر على المستويين العربي والدولي، وهو تضامن لم نشهده من قبل مع أي دولة أخرى بهذه الصورة الواسعة، متجسدا في حجم الاتصالات والزيارات للوفود الدولية للدوحة وهو ما يعكس حجم الوعي العربي والإسلامي والدولي.
وبالتأكيد ستمثل القرارات التي تصدر عن اجتماعات القمة خطوطا حمراء واضحة وإنهاء الانطباع بأن إسرائيل يمكن أن تتصرف من دون عقاب والمتوقع ان تتبنى القمة موقفا أكثر حزما تجاه فلسطين وأكثر صرامة تجاه ممارسات إسرائيل”.
وانعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت، له عدة معان ودلالات، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع للإرهاب الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني خاصة وان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر شكل نقطة تحول كبرى ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بل في التطورات السياسية على مستوى المنطقة.
وكل المؤشرات تؤكد ان أن القمة الطارئة لا تبدو كسابقاتها من القمم التقليدية، بل تكتسب خصوصية استثنائية لأنها تأتي في لحظة توحي للجميع بأن الاستهداف لم يعد موجها إلى دولة بعينها، وإنما إلى منظومة كاملة من الأمن والاستقرار الإقليمي وتشكل نقطة الانتقال من دائرة الإدانة والشعارات إلى خطوات عملية في مواجهة السياسات الإسرائيلية التوسعية.
كما تمثل محطة لاختبار مدى قدرة العواصم العربية والإسلامية على صياغة موقف موحد يتكامل بين المسارات القانونية والسياسية والدبلوماسية واعادة لاحياء الشعور القومي العربي وغيّر أولويات المنطقة مما يجعل للقمة أهمية كبيرة في التوقف عن الاكتفاء بالإدانات، والدفع باتجاه قرارات فاعلة وتحالفات دولية جديدة تتجاوز الهيمنة الغربية وتسهم في توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
ومع كل ما نستنتجه من مخرجات القمة الطارئة ليس فقط لإدانة ما تعرضت له قطر، إنما لإحداث ما نتوقعه من مشاعر الوعي العربي الجديد للتحديات التي تواجه المنطقة والاحساس بمخاطر السياسة الاسرائيلية في الاحتلال والتوسع اعتمادا على الدعم الامريكي وضعف المنظومة الاممية وشل قدراتها بحكم السيطرة الامريكية عليها ./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام