ويأتي هذا المشروع في سياق مواجهة التحديات المتزايدة التي فرضها الاستخدام غير الأخلاقي والفوضوي لشبكات التواصل الاجتماعي، وما نتج عنه من تصاعد خطاب الكراهية، العنف اللفظي، والتحريض الطائفي والاجتماعي ، كما يواجه المجتمع الرقمي في العراق قيودًا قانونية صارمة أحيانًا، ما يستدعي تطوير آليات توازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، وتعزيز استخدام المنصات الرقمية كأداة لصناعة السلام بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر الانقسامات.
وقد أبدى الجانبان " مسؤول قطاع الاتصال والمعلومات في مكتب يونسكو العراق ، وممثلي المفوضية العليا لحقوق الإنسان " استعدادهما للبدء الفوري بتنفيذ المشروع، والذي يهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في بيئة التواصل الاجتماعي عبر استراتيجيات متعددة تشمل " الأطر التنظيمية والتشريعية والتنفيذية " مع إشراك المنصات الرقمية العالمية التي تدير هذه الخدمات من خارج العراق، لضمان التزامها بمعايير تعزز السلام الاجتماعي.
ويركّز المشروع على مجموعة من الفئات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الرقمي، ومنها " الناشطون والمؤثرون الرقميون: لضمان نشر ثقافة السلام عبر المحتوى الذي يقدّمونه ، و منظمات المجتمع المدني كشركاء رئيسيين في حملات التوعية والتدريب على استخدام الإعلام المجتمعي بطرق بنّاءة ، والمنصات الرقمية المحلية والدولية لإشراكها في تطوير سياسات تضمن بيئة رقمية آمنة، وتقلل من انتشار المحتوى الضار ".
ويسعى مشروع " التواصل الاجتماعي من أجل السلام الى " حزمة اهداف منها " تعزيز الإعلام المجتمعي كأداة للتغيير الإيجابي، من خلال دعم مبادرات السلام الرقمي ، ومكافحة خطاب الكراهية، عبر تطوير استراتيجيات لرصد المحتوى الضار والتعامل معه ، ورفع الوعي بحقوق الإنسان في الفضاء الرقمي، لضمان استخدام منصات التواصل بما يتماشى مع القيم الإنسانية والأعراف الدولية ، وتمكين المؤثرين والناشطين الرقميين، عبر تدريبهم على إنتاج محتوى يعزز السلام والتفاهم المشترك ".
ويعكس هذا المشروع طموح منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " يونسكو " وشركائها في تحويل الفضاء الرقمي إلى مساحة للتسامح والحوار البناء، بعيدًا عن الاستقطاب والصراعات الافتراضية التي تنعكس على الواقع الاجتماعي .
ويُتوقع أن يكون عام 2025 نقطة تحول في كيفية استخدام الإعلام الرقمي في العراق، وذلك عبر التعاون بين يونسكو ومفوضية حقوق الإنسان، ليصبح أداة لتعزيز السلام المجتمعي بدلاً من أن يكون ساحة للصراعات والنزاعات الإلكترونية./انتهى5
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام