وقد نفذت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو "،عبر مكتبها في العراق ، سلسلة تدريبات مكثفة وورش عمل تخصصية في العاصمة بغداد ومحافظات اقليم كردستان ،وذلك في إطار مشروع التمويل المشترك للمانحين المتعددين لحماية الصحفيين وتعزيز حرية التعبير MDP.
وركزت هذه الدورات، التي شهدت تمثيلاً واسعاً للصحفيات والصحفيين وممثلي سلطة القضاء واجهزة انفاذ القانون ، على بروتوكولات السلامة والأمان ، بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية والقضائية الهادفة لمكافحة الإفلات من العقاب وتقليل المخاطر التي تواجه المجتمع الصحفي في العراق.
ويؤكد استاذ الاعلام في الجامعة المستنصرية الدكتور حيدر شهيد هاشم ، في حديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / ، ان " الذكاء الاصطناعي يعد من متطلبات العصر الحديث والتي تشهد رغبة كبيرة من المستفيدين على مختلف الصعد والتخصصات ".
وأضاف ، ان " العمل الصحفي يتصدر المجالات المهمة التي باتت بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي وتحتاج إلى مواكبة التطور ، والذي يتطلب بدوره مهارات تكتسب عن طريق التعلم والدخول في دورات تدريبية وتطويرية لغرض وضع التكنولوجيا والتطبيقات في خدمة العمل، لا سيما في العمل الصحفي"، مؤكدا ضرورة ادخال الصحفيين في تلك الدورات للافادة منها.
بدورها ، ترى الاكاديمية في مجال الاعلام الدكتورة ريا نبيل الشيخ ، ان الذكاء الاصطناعي والامان الرقمي يلعبان دوراً حيوياً في تعزيز سلامة الصحفيين الذين يتعرضون اليوم لشتى انواع التهديدات .
وقالت الشيخ ، في حديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / ، ا " قبل عام مضى لم نكن نسمع كثيراً عن الذكاء الاصطناعي ،ولكن اليوم هناك حديث مستمر عن هذا الموضوع نتيجة تأثير ادواته على العمل الاعلامي وانتشار المعلومات ونوعيتها، ولذلك اصبح الذكاء الاصطناعي هو الشريك الحقيقي والمنافس الفعلي للصحفي في عمله، الامر الذي يتطلب من المؤسسات الاعلامية العمل على فتح افاق للصحافة الرقمية وفي الوقت نفسه فتح افاق اوسع لحماية الصحفيين من مخاطر هذه التكنولوجيا".
واضافت ، ان " التهديد الاكثر خطورة هو انتهاك خصوصية الصحفيين لغرض ابتزازهم وتشويه صورتهم او حتى لتهديد سلامتهم، او قد يتعرضون لسرقة المعلومات والمحاولة لمعرفة مصادرهم التي قد تشكل تهديداً لسلامة المصدر ".
واكدت الاكاديمية في مجال الاعلام ، ان " الحل الانسب للحد من هذه التهديدات هو زيادة الوعي بالامان الرقمي و تدريب الصحفيين على مهارات التواصل الآمن، فضلا عن معرفة كيفية حمايات البيانات والحسابات الرقمية "، مبينة ان " الحاجة اصبحت ملحة الى التوعية والتدريب على الامان الرقمي لتوفير بيئة امنة رقميا للعاملين فيها ، في ظل مانراه اليوم من انتهاكات للحق الانساني وللعمل الصحفي ، ولحماية الرأي العام من التضليل والتلاعب بالمعلومات ونشر الاخبار والصور والفيديوهات المفبركة،
واضافت الشيخ ، ان " تعزيز الأمان للصحفيين يتطلب زيادة قدرتهم على حماية معلوماتهم ومصادرهم من التهديدات الإلكترونية، ما يعزز سلامتهم وكذلك سلامة الجمهور المتلقي الذي يتطلب ايضا حمايتهِ من المخاطر الرقمية ، وتسليحهم بالادوات والمهارات اللازمة "، مؤكدة ضرورة ايجاد الدعم مالي لتوفير الأدوات والتقنيات اللازمة التي تساعد الصحفيين نحو الأستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وجمع المعلومات ، فضلا عن تحسين جودة التغطية الاخبارية وتوفير المعلومات بشكل اكثر سرعة وشمولية، و توفير محتوى اعلامي اكثر اهتماماً للجمهور ، فضلا عن معالجة تدفق كميات ضخمة من المعلومات ومكافحة الاخبار المزيفة والمحتوى المضلل ، عبر التحقق من صحة المعلومات لحماية المجتمع من مخاطر الاخبار المزيفة والمضللة ".
بدورها ، اثنت المحامية رانية كمال شهرباني ، على جهود ومبادرات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو " في دعم وتعزيز مستوى الوعي والحماية لدى الصحفيين ووسائل الاعلام العراقية في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعريفهم بخطورة الهجمات الرقمية التي تواجه عملهم .
واكدت كمال ، في حديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / ، " ضرورة تكثيف الجهود وتعزيز دورات التدريب وورش العمل والندوات الحوارية التي تستهدف كافة شرائح المجتمع ابتداء من الصحفيين ، وذلك بسبب الظروف وازمات الحروب التي عاشتها البلاد ابان الحقب السابقة ، والتي ادت الى تجهيل المجتمع والعاملين في كافة المجالات القطاعية بحقوقهم وتحديات عملهم ".
وتحدثت كمال عن ، اهمية التنسيق مع الحكومة لتعزيز دور النقابات والمنظمات للقيام بعملها المهني واخذ دورها الحقيقي ، لان النقابات والمنظمات هي الجهات الرئيسة المعنية بأقامة دورات التدريب والورش والندوات التخصصية وحملات الدعم والمناصرة لتمكين قدرات العاملين والمنضوين في تلك القطاعات "، واشادت بجهود يونسكو ومكتبها في العراق ، التي اثمرت عن اطلاق منصة " الابلاغ عن المخاطر المتعلقة بالصحفيات "، معربة عن املها في التوسع لاطلاق مثل هذه المنصة وان تشمل كافة النساء العاملات في مختلف القطاعات داخل المجتمع ، الذي يرفض حتى الان دخول النساء الى مراكز الشرطة لاجل الابلاغ عن المشاكل والتحديات التي يتعرضن لها .
من جانبها ، اكدت الناشطة سهير باسم ، ان " منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو" ، اسهمت بفاعلية في دعم البرامج التي تسلط الضوء على تأثير بيئات العمل الخطرة على الإعلاميين الذين يتناولون قضايا الأطفال والمرأة والاسرة وحقوق الانسان ، كما لعبت دورًا مهما في تعزيز وجود بيئة عمل آمنة للصحفيين الذين يغطون هذه القضايا الحساسة".
وقالت باسم ، في حديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / ، ان " التدريب على الأمان الرقمي يساعد الصحفيين على حماية أجهزتهم وبياناتهم من الاختراقات أو التتبع الرقمي، وذلك باستخدام تقنيات مثل التشفير وإعدادات الخصوصية " .
واضافت ، ان " تدريب الصحفيين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، يمكنهم من تحليل كميات كبيرة من المعلومات بسرعة وكفاءة، ما يساعد على توثيق الانتهاكات بشكل ادق ، كما يسهم في تقليل الأخطار التي قد يتعرض لها الصحفي عند البحث عن المعلومات بطرق تقليدية ".
وشهدت الآلية الوطنية العراقية التي طورتها يونسكو لحماية الصحفيين منذ عام 2016 تطوراً ملحوظاً، وتم تتويج هذا الجهد في عام 2024 بتأسيس "مجلس قضاة حرية التعبير"، الذي خضع أعضاؤه مؤخراً لتدريب خاص بالمتابعات القضائية لقضايا الصحفيين ، كما تم تنفيذ عدد من الأنشطة في إقليم كردستان " أربيل والسليمانية " لحث السلطات الكردية على اتباع خطوات الحكومة المركزية في تعزيز حرية الصحافة وضمان التقاضي العادل في قضايا النشر والصحافة.
ويأتي هذا البرنامج في سياق جهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونسكو " المستمرة لدعم حرية الصحافة والتعبير في جميع أنحاء العراق، بمساهمة فاعلة من المجتمع الدولي، سعياً لخلق بيئة إعلامية آمنة تحترم حقوق الصحفيين وتحميهم في مواجهة المخاطر المحتملة./انتهى5
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام