وجاء اقرار قانون الاقتراض ليمنح الحكومة ضوءا اخضـر رئيسـا لاطلاق رواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الرعاية الاجتماعية ، بعد عجز حكومي فاضح عن تأمين مستحقات هذه الشرائح المجتمعية المهمة من ايرادات الدولة ، لكن اقرار التصويت فتح بوابة ازمة سياسية جديدة ، احد طرفيها الكتل الكردية التي فشلت حتى اللحظات الاخيرة ، في التوافق حول تسليم ايرادات النفط المستحقة بذمة اقليم كردستان ورواتب موظفي الأقليم في قانون تمويل العجز المالي اسوة بموظفي العراق للاشهر الثلاثة المتبقية لعام 2020 ، رغم وساطات التفاوض التي خاضها ممثلو الكتل السياسية ورئاسة البرلمان واعضاء اللجنة المالية النيابية مع الكتل الكردية حتى بدء التصويت .
واعاد سيناريو تمرير قانون الاقتراض فجر الخميس الماضي ، التذكير بجلسة اكمال الدوائر الانتخابية لمحافظة كركوك ، والتي حسمها مجلس النواب في جلسة مسائية متأخرة كثيرا انتهت في الساعة الثانية والنصف فجـر يوم 29 تشرين الثاني 2020 ، رافقتها سلسلة اجتماعات ومداولات مغلقة لرئاسة البرلمان مع قادة الكتل وممثلي محافظة كركوك لحسم خلافات توزيع الدوائر الانتخابية في محافظتهم .
ويرى مراقبون ان الجلسات المسائية المتأخرة التي دأب عليها مجلس النواب في دورته الحالية مؤخـرا ، اصبحت قاسما مشتركـا لتمرير تشريعات القوانين المهمة مع استمرار دوامة الخلافات السياسية والصراعات بين ممثلي الكتل .
وازاء ذلك ، يؤكد نواب تحدثوا لمراسل الوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / بالقول ان " الجلسات المسائيـة امست خيارا مفتوحـا تنتهجـه رئاسة البرلمان لضمان تحقق النصاب وحلحلة الخلافات العالقة قبل المضي بالتصويت على التشريعات المهمة "، الامر الذي برره نواب اخرون غيرهم بذريعـة ان " الاجتماعات الصباحيـة لا تفضي الى التوافق المطلوب ، وان الاجتماعات المسائيـة من شأنها ان تكفل وضع اللمسات الاخيرة لتذليل الملفات العالقة ".
لكن نوابا اخرين ابدوا امتعاضهم الشديد من تأخر توقيت انعقاد الجلسات ، وانتقدوا مضي رئاسة مجلس النواب الى تكرار تأجيل جلسات التصويت وتمديد اجتماعاتها الحاسمة الى منتصف الليل ، فيما تداولت اوساط نيابية اخرى مقترحا اوليا لتخصيص ايام محددة لعقد جلسات خاصة بالتصويت على تشريعات القوانين " اسوة بالدورات السابقة " وترك الاجتماعات المشتركة تأخذ سياقها المعتاد دوريا خلال ايام الاسبوع قبل انعقاد جلسة التصويت، وهو مالم يحظى بموافقة رئاسة مجلس النواب حتى الان ./انتهى5
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام