بغداد/نينا/ اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاحد بتاكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العمل بحكمة لتجنّب الانزلاق في الصراعات الإقليميَّة وتابعت نتائج التعداد العام للسكان,
صحيفة الصباح قالت انه وفي موقفٍ يعكس التزام العراق بسياسة التوازن الإقليميِّ والاستقرار الداخليِّ، أكّد رئيس مجلس الوزراء محمّد شياع السودانيّ أنَّ البلاد تنتهج نهجًا قائمًا على الحكمة والمسؤوليَّة لتفادي الانزلاق في أتون الصراعات الإقليميَّة، متمسِّكةً بموقفٍ وطنيٍّ راسخ، في الوقت الذي تُعزّز فيه قدرات مؤسَّساتها الأمنيَّة للتصدّي لجميع التحدّيات.
جاء ذلك خلال لقائه عددًا من شيوخ ووجهاء مناطق الكاظميَّة والشعلة والحريَّة والطوبجي والعطيفيَّة والعدل، استعرض خلاله الخطوات الحكوميَّة لتحسين الواقع الخدميِّ في بغداد ومحيطها، مؤكدًا أنَّ الاستقرار هو الأساس الذي تُبنى عليه مسارات التنمية والبناء.
وأضاف السودانيّ أنَّ الحكومة وضعتْ ثلاثة مساراتٍ رئيسةٍ لتحسين الخدمات، الأوّل يتمثل في إيصال الخدمات بسرعةٍ عبر فرق الجهد الخدميِّ والهندسيِّ، والثاني يُركّز على إعادة تفعيل المشاريع المتوقفة مثل المستشفيات والطرق والجسور وشبكات المياه والصرف الصحيِّ والمدارس، أمّا الثالث فيشمل تنفيذ مشاريع جديدةٍ في بغداد والمحافظات، من بينها حلولٌ لفكِّ الاختناقات المروريَّة. وأشار إلى أنَّ بغداد تشهد توسّعًا كبيرًا في شبكة الطرق الداخليَّة، ومنها الطريقان الحوليان الرابع والخامس اللذان يربطان العاصمة بمناطق ديالى والكوت وصلاح الدين وأبو غريب من دون حدودٍ فاصلة، كما شملتْ مشاريع البنى التحتيَّة الأقاليم والمناطق المحيطة مثل سبع البور والنهروان وحي الوحدة والرشيد.
وأكّد رئيس الوزراء أنَّ الحكومة تعاقدتْ مع مطوِّرين عقاريين لبناء مدنٍ متكاملةٍ تضمن البناء الصحيح وتوفير الخدمات اللازمة، مشيرًا إلى انطلاق أعمال تأهيلٍ سريع في مناطق مثل الكاظميَّة التي تستقبل ملايين الزائرين سنويًا، مع تنفيذ مشروع تطوير موقع الشعبة الخامسة وإضافة جسرٍ جديدٍ باتجاه الكريعات لتخفيف الزحام.
وشدَّد السودانيّ على أنَّ الاستقرار الذي تحقق هو ثمرة جهودٍ كبيرةٍ بذلها العراقيون، وأنَّ الإرهاب لم يعدْ يُشكّل تهديدًا بفضل يقظة الأجهزة الأمنيَّة ودعم المجتمع لها، مع إبقاء العراق في موقفٍ متّزنٍ وسط تقلبات المنطقة، محافظًا على وحدته وأمنه.
وفي وقتٍ سابقٍ أمس، وجَّه السوداني، خلال جولةٍ ميدانيَّة، باستكمال مشروع «غابات بغداد» ضمن التوقيتات الزمنيَّة المحدَّدة، مؤكّدًا أهميَّة هذا المشروع كمتنفّسٍ بيئيٍّ وسياحيٍّ واستثماريّ يخدم العاصمة وسكّانها، ويُسهم في الحدِّ من التلوّث والزحام.
صحيفة الزوراء التي تصدر عن نقابة الصحفيين تابعت نتائج التعداد العام للسكان ونقلت عن مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان مهدي العلّاق، أن التعداد السكاني قدم قاعدة بيانات ضخمة وتفصيلية عن واقع السكن في العراق.
وقال العلاق في تصريح صحفي إن «نتائج التعداد السكاني أسهمت في وضع قاعدة بيانات شاملة تغطي جميع قطاعات الشعب»، موضحاً أن «تنفيذ التعداد العام للسكان لعام 2024 يعد خطوة متقدمة على طريق إعداد قواعد بيانات شاملة ودقيقة لسكان العراق».
وأضاف أن «أهمية التعداد تأتي مما وفره من قواعد بيانات ضخمة، بعد انقطاع تنظيم التعدادات طيلة ثلاثين عاماً مضت»، لافتاً إلى أن «التعداد شمل التوزيعات السكانية ومستوياتها المعيشية والتعليمية والجنسية، فضلاً عن الوظائف والمهن والفئات العمرية، والأداءات الاجتماعية المتنوعة في بغداد العاصمة وباقي محافظات العراق، ريفاً وحضراً، من دون إغفال أي خاصية يمكن أن تُسهم في مساعدة مؤسسات الدولة وتشكيلاتها الميدانية، وعلى رأسها وزارة التخطيط، في تقديم الخدمات الراهنة والمستقبلية».
ونوه العلاق الى أن «العراق ينظر باهتمام إلى نجاح هذه التجربة، التي نُفذت استناداً إلى دراسات نظرية وبحوث عملية، جرت تهيئتها على مدى سنتين سبقتا بدء التعداد ميدانياً»، مبيناً أن «التعداد وفر صورة واضحة أمام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لدعم العراق والتعاون معه في شؤون التنمية بعد تعافيه من الإرهاب».
وتابع أن «التعداد أوضح رؤية الحكومة في معالجة أزمة السكن، فهو يُسمى تعداد السكان، لكنه فنياً يشمل عدد سكان البلد وتوزيعهم الجغرافي ومستويات المساكن والبنى المجتمعية»، مشيراً الى أن «التعداد قدم بيانات تفصيلية عن واقع السكن في العراق بمختلف المحافظات والأقضية والنواحي، وفق البيئتين الحضرية والريفية».
واشار إلى «ما تعكسه هذه البيانات من مؤشرات حول العجز السكني والازدحام، المرتبطين بحجم الأسرة، وبناءً على نتائج التعداد، سيكون بوسع وزارة التخطيط والجهات المعنية تشخيص نسب الازدحام والعجز السكني بدقة، ووضع خطط ملائمة لمعالجتها».
وتابع، أن «منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية معنية بدعم العراق في مجالات الإسكان، وتقديم التصورات والاستشارات، ما يُعد فرصة جيدة أمام العراق لتقييم وضع السكن فيه، ضمن تعاون مستمر مع الأمم المتحدة في مختلف المجالات، ومنها دعم السكان عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يُعدّ الجهة الداعمة للعراق في تنفيذ التعداد العام للسكان، بما يتيح الإفادة من معطياته لتوفير بيئة أفضل لجميع العراقيين بمختلف شرائحهم».
واوضح أن «البنك الدولي يتعاون مع العراق، خاصة في تمويل المشاريع الصغيرة ودعم سوق العمل، موضحاً أن «البنك الدولي يواصل الإسهام في جهود التخفيف من الفقر في العراق، وستظهر آثار هذه الجهود خلال الأشهر القليلة المقبلة»./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام