وقال أردوغان خلال زيارته اليوم لمصنع لإنتاج الدبابات والمركبات المدرعة من الجيل الجديد بالعاصمة انقرة : أن العالم يشهد اليوم نظامًا جديدًا "تحوّل إلى مائدة للذئاب"، لا يرحم فيه أحدٌ أحدًا، ولا يُلتفت فيه إلى دموع الضعفاء، مشددًا على ضرورة أن تعزز الدول اقتصادها، وتقلل اعتمادها على الخارج، وتزيد قدراتها من أجل حماية استقلالها وكرامتها.
واضاف الرئيس التركي إن القانون الدولي والمؤسسات ذات الميزانيات الضخمة عاجزة عن منع الفظائع والمجازر، مشيرًا إلى أن الهيئات المعنية بضمان السلام والأمن العالمي لم تتخذ أي إجراء، بل إنها – في بعض الحالات – قامت بحماية وإيواء "الظالمين الملطخة أيديهم بالدماء".
وأوضح أردوغان أن العالم يعيش اليوم في واقع لم تعد فيه المؤسسات الدولية ولا القوانين العالمية قادرة على توفير الثقة أو الضمان الكافي للبشر، مشيراً إلى أن الحق وحده لا يكفي، بل لا بد من القوة لحمايته.
وقال : أن هذه الحقيقة تجلت بوضوح في البوسنة والهرسك خلال تسعينيات القرن الماضي، وفي سوريا على مدى 14 عاماً، وأخيراً في الإبادة الجماعية في غزة التي أودت بحياة 70 ألف إنسان، مؤكدا أن مئات الآلاف من الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا وتعرضوا لمجازر جماعية في هذه المناطق.
وانتقد أردوغان عجز المؤسسات الدولية عن منع هذه المذابح، مشيرا إلى أن المنظمات المكلفة بتحقيق الأمن والسلام العالمي لم تتخذ أية خطوة، بل حمت المجرمين والظالمين في أكثر من منطقة.
وأشار إلى أن بلاده كانت من أوائل الدول التي أدركت مبكرًا تصاعد المخاطر والتهديدات غير المتكافئة، فاتخذت الإجراءات اللازمة منذ البداية، وحولت تركيا خلال السنوات الـ23 الماضية إلى دولة لا يمكن تجاهلها، بفضل الخطوات التي اتخذتها في مجالات الدفاع والدبلوماسية والأمن.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا سخّرت إمكاناتها الدبلوماسية والعسكرية والسياسية والتجارية والاقتصادية لبناء "عالم عادل لا يظلم فيه القوي الضعيف"، مضيفا: "هرعنا لإغاثة أصدقائنا في أحلك الأوقات، وضمدنا جراح أشقائنا".
وقال : "أينما دعت الحاجة إلى تركيا، حرصنا على بذل قصارى جهدنا، ضمن إمكانياتنا، علاوة على ذلك، ولتجنب الاعتماد على الآخرين، بدأنا في إنتاج تقنياتنا الخاصة. ولحسن الحظ، مكّننا دعم حكومتنا للصناعات الدفاعية ونشاط القطاع الخاص من تحقيق زخم كبير في السنوات الأخيرة".
وذكر أن الجمع بين دعم الدولة وحيوية القطاع الخاص منح الصناعات الدفاعية التركية دفعة قوية، مضيفا: "قبل 25 عاماً لم نكن ننتج حتى دبوساً صغيراً، أما اليوم فتركيا تنتج أسلحتها الخاصة. ارتفعت نسبة الإنتاج المحلي في الصناعات الدفاعية من أقل من 20 بالمئة إلى نحو 80 بالمئة. لم نكن نملك طائرات مسيّرة، أما الآن فلدينا مسيّرات مسلحة وطرازات متقدمة مثل أقنجي".
وأكد أردوغان أن تركيا تواصل كتابة ملاحم جديدة عبر مركباتها الجوية والبرية والبحرية المزودة بأحدث التقنيات، وأصبحت من الدول التي تُتابَع عن كثب في مجالات التكنولوجيا الدفاعية.
وأشار إلى أن أكثر من 3500 شركة تركية تعمل في قطاع الصناعات الدفاعية، وأكثر من 100 ألف موظف مؤهل يواصلون العمل بجد، ويساهمون بشكل مباشر في السلام والاستقرار والأمن العالمي.
وبين اردوغان ان مصنع /"بي إم سي/ في انقرة المتخصص بانتاج الدبابات والمركبات المدرعة من الجيل الجديد والذي سلم اليوم أول دفعة من دبابات ألطاي التركية والمزودة بمنظومات تمكنها من التكيف مع المعارك الحديثة، وتطويرها لتناسب أصعب الظروف سيبدأ بالانتاج التسلسلي حيث سينتج شهريا 8 دبابات ألطاي و10 مدرعات ألطوغ"./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام