تتميز أعمال الفنان شبر بكثافة الرموز والشفرات البصرية، فهو يوظف هذه العناصر في بناء سردية بصرية تتجاوز حدود الزمان والمكان، حيث يعتبر الخطاب البصري المعاصر خطاب ‘علامة‘، وخطاب ‘دال ومدلول‘، وبالنسبة إليّه، يرى أن تكثيف هذه العلاقات السيميائية داخل السطح التصويري مهم لإنتاج لوحة تثير التساؤل لدى المتلقي، وتدفعه إلى التوقف وإعادة النظر فيها، لسبر أغوارها وفك رموزها التي أرادها الفنان.”>
ويلفت دائما إلى أن اللوحة لا تمثل عنده قيمة جمالية ما لم تكن لها قيمة فكرية. إن تطور الفكر الجمالي، والنظرة إلى الرسم بشكل عام، من خلال الطروحات الفلسفية التي رافقت الأعمال الفنية منذ الإغريق صعودا، جعل فن الرسم عالما آخر، لا يمت بصلة إلى ما كان عليه في البدايات.
الفنان شبر ومنذ بداياته في احتراف فن الرسم، وقتها كان طالبا في معهد الفنون الجميلة ببغداد (1980 – 1985)، كان ينتابه قلق وشعور متعب بهذا المعنى في البحث عن ذاته وتفرده باللوحة والموضوع، محاولا استقصاء وتتبع آليات اشتغالاتهم وتفكيكها، للتقرب من وجهات نظرهم المطروحة في أعماله.
فهو من الذين يخوضون غمار التجريب دون تردد، وأرى فيه الحصن الحصين الذي يتمرس خلفه الفنان المبدع لإنتاج فن جديد مختلف عمّا قدمه الأوّلون. إنها عملية ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة على الباحث المجرب ثم إصراره وثقته بذاته مكّناه من تحقيق هدفه.” فهو يؤكد “نحن في حاجة إلى هذا النوع من الإصرار في الفن، ونحتاج إلى الإيمان بذواتنا حتى نحقق النجاح.”>
أما فيما يخص أصالة اللوحة، فهو يسعى وبجدية عالية، إلى إنتاج ما يعكس سلوكنا وحياتنا وتفاصيلها. فكلما امتلكنا الصدق والجرأة في البحث، كانت النتائج أكثر تطابقا مع ما نفكر به ونعبر عنه. اللوحة الحقيقية هي ‘قول‘، وإذا كان قائلها صادقا، فسيصل صوته إلى الآخرين ولو بعد حين، والعكس صحيح.”.انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام