تراهم في كل مكان .. في الشوارع والاسواق وقرب اشارات المرور ، اطفال بعمر الزهور ، منهم من يمارس التسول ومنهم من يمسح زجاج السيارات ، وآخرون يبيعون المناديل الورقية او يعملون في مهن لاتتناسب مع اعمارهم واجسادهم الغضة .. تركوا مقاعد الدراسة خلفهم وراحوا يبحثون عن لقمة العيش في ظل ظروف معيشية تزداد صعوبتها يوما بعد يوم ..
مكتب حقوق الانسان في المحافظة رصد هذه الحالة ، وشخص اسبابها او بعضا منها على الاقل ..
مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح المجمعي اكد :" ان تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية دفع اكثر من 20% من الاطفال الى العمالة القاسية ".
وقال المجمعي :" ان اطفال ديالى يعانون من انعدام مقومات التعليم ، اضافة الى ان مدارس المحافظة تفتقر الى ابسط مقومات نجاح العملية التربوية في ظل وجود نقص كبير في الابنية المدرسية "، مبينا :" ان المحافظة بحاجة لاكثر من / 450 / مدرسة لتلبية احتياجات الاقضية والنواحي " .
وليس الجانب التعليمي هو ما يحرم منه الاطفال في محافظة ديالى ، بل :" ان حقوقهم مسلوبة ومعدومة في القطاع الصحي بسبب عدم وجود مستشفيات كافية لرعاية الاطفال وانعدام دور للايتام خاصة بالاناث في ديالى باستثناء دار واحدة للصبية "، حسب قول المجمعي .
وشدد مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في المحافظة على اهمية تنفيذ برامج وخطط لانقاذ الطفولة في ديالى من خلال اعتماد خطط لتحسين الواقع المعيشي للاسر لمنع الأطفال من التسرب الدراسي وحث الاسر على منع ابنائها من استخدام أجهزة الموبايل والانترنت ومواقع التواصل بشكل مفرط لمنع دخول ثقافات مرفوضة الى المجتمعات المتحفظة المتسلحة بالقيم والتقاليد الاجتماعية الرصينة .
هذا ما رصده مكتب حقوق الانسان ، فماذا عن تربية المحافظة ودائرة الصحة فيها ؟
مدير اعلام تربية ديالى عمار العبيدي ، اوضح :"ان تسرب الاطفال من المدارس اصبح ظاهرة خطيرة وان تربية ديالى تولي هذا الملف اهتماما كبيرا "، مبينا :" ان سلسلة من الندوات التوعوية واللقاءات عقدت مع اولياء امور الطلبة لحثهم على الحاق ابنائهم بالمدارس لاكمال دراستهم ، خاصة وان هناك مراكز التعليم المسرع التي استقطبت العشرات من تاركي المدارس في بعقوبة والاقضية الاخرى " .
وبين العبيدي :" ان هناك تنسيقا مع احدى منظمات الامم المتحدة لتنفيذ برامج تربوية خاصة في المناطق المحررة من اجل حث الاهالي على ارسال ابنائهم الى المدارس مع توفير كافة المستلزمات الضرورية لانجاح العملية التربوية "، لافتا الى :" ان اسباب تسرب الاطفال من المدارس تعود الى تردي الوضع المعيشي والفقر خاصة في المناطق التي تعرضت الى تهجير، وتبقى الاجراءات القانونية هي الاهم للحد من اتساع ظاهرة تسرب الاطفال ".
اما مدير اعلام صحة ديالى فارس العزاوي فقد قال :" ان دائرة الصحة بدأت بتنفيذ مشاريع صحية مخصصة لرعاية الاطفال ، منها مستشفى سعة / 100 / سرير في بعقوبة ، اضافة الى وضع خطة لبناء دار رعاية تعنى بشؤون الاطفال ، خاصة ان ظاهرة عمالة الاطفال اصبحت تتفاقم في المحافظة بسبب الاوضاع الاقتصادية والعوز المعيشي "./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام