ويعود اصل الحادثة ، الى طلب احد الشبان الزواج من الفتاة التي رفضته اكثر من مرة ، فما كان منه الا التسلل ليلا مرتديا اللثام الى منزلها في منطقة شارع فلسطيـن ، وسكب المادة الحارقة على وجهها وهي نائمـة قبل ان يلوذ بالفرار ، فيما بقيت الفتاة قيد العلاج في المستشفى منذ تلك الحادثة .
وأثارت هذه الحادثـة ، غضبا شعبيـا عارما عبـر منصات "السوشيل ميديا" العراقية والعربية ، فيما ناشدت عائلة الفتاة الجهات الحكومية المختصة ومجلس القضاء الاعلى بالنظر بجديـة في قضيـة ابنتهم التي تمر بحالة حرجة جدا.
وضجت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بتفاصيل الحادثة الأليمة التي تعرضت لها الفتاة مريم " 16 عاما "، وهي احدى طالبات معهد الفنون الجميلة في العاصمة بغداد ، ويعرف عنها ظهورهـا كوجه دعائي للماركات والاعلانات التجارية الخاصة بالازياء النسائية ومواد التجميل عبر السوشيل ميديا ، حيث اطلق ناشطون ومدونون وشخصيات مجتمعية وسم هاشتاك# أنقذوا الأميرة مريم ، مطالبين بمحاسبة المسؤول عن هذه الجريمة، كما تعاطفت معها جموع المتصفحين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن اطلقوا حملة تبرعات واسعـة لجمع نفقات و تكاليف علاج الفتاة العراقية .
واعادت حادثـة " الاميرة مريم " ، الى الاذهان سيناريو حوادث العنف الاسري التي راح ضحيتها العديد من الفتيات والنسوة ، منهن ملاك الزبيدي ، والشقيقتان " زهراء وحوراء " و" حنين الزبيدي " ، والصيدلانية " شيلان وعائلتها " والطفلان " حر ومعصومة " ، بانتظار تشريع قانون مناهضة العنف الاسري الذي مايزال في اروقة مجلس النواب ، رغم المطالبات والتحذيرات الشعبية من خطورة تلك الحوادث على النسيج المجتمعي للاسر العراقية .
وخلال الساعات القليلة الماضية ، تصدر وسم (#انقذوا_الاميرة_مريم) منصـة التدوينات القصيرة تويتر، وذلك بعد ان اخذت حادثة "مريم" صدى واسعا لدى الأوساط الشعبية العراقية، حيث تداولت منصات التواصل الاجتماعي تسجيلا فيدويا مصورا يظهر تجمـهر العشرات من وجهاء وابناء العشيرة امام منزل عائلتها متوعدين بالقصاص من الجاني واسترجاع حق الفتاة الضحية .
وفي مشهد مفعم بالدموع ، اصطفت طالبات وملاكات معهد الفنون الجميلة في بغداد ، لاستقبال وتحية زميلتهن الطالبة " الاميرة مريم " وهن يرددن الاغنية التراثية الشهيرة " مريم مريمتي .. عيني مرياما "، لتشجيعها على مواصلة العلاج والعودة لاكمال دراستها حيث ودعنها بعبارة " كلنا نحبج ".
كما قررت وزارة الصحة ، تشكيل لجنة طبية مختصـة لمتابعة حالة الفتاة " مريم " التي تعرضت الى حادث حرق بمادة التيزاب ، وذلك لتحديد اوليات العلاج خارج العراق ، حيث اطلع وزير الصحة وكالة على حالتها الصحية والعلاج الذي قدم لها خلال الاشهر الماضية في مستشفى الامام علي ( عليه السلام ) في بغداد / الرصافة.
سبقت ذلك ، زيارة وفد رفيع من مسؤولي وزارة الداخلية منزل عائلـة الفتاة للاطلاع على حالتها الصحية ، مؤكدين ان "مكافحة اجرام بغداد مهتمة بالإجراءات القانونية اللازمة المتعلقة بقضيتها، كما استمع الوفد الى طلبات واحتياجات اسرتها التي ثمنت اهتمام وزارة الداخلية بالتواصل معها ".
وكان قاضي التحقيق المختص بالتحقيق في قضية الطالبة مريم ، اكد استمرار الاجراءات التحقيقية ضد المتهمين في الجريمة والذين تم اعتقالهم .
وذكر قاضي التحقيق، في بيان رسمي ، ان "المشتكية (مريم) تعرضت بتاريخ 2021/6/10 الى حادث حرق بمادة (التيزاب) في دارها الكائنة بشارع فلسطين من قبل شخص ملثم وتعرض جهاز الهاتف العائد لها للسرقة".
واضاف ، ان " ذويها قدموا شكوى امام مركز شرطة القناة ضد المتهم (ع. ق) وصديقه (ع. هـ) وتم اصدار امر قبض بحقهما ، والقي القبض عليهما وتم ايداعهما التوقيف ودونت اقوالهما ، لكنهما انكرا ارتكاب الجريمة ، و التحقيق مستمر لجمع الادلة التي تثبت ارتكابهما الجريمة".
واوضح ، ان "المحكمة قررت احالة الاوراق الى الوحدة التحقيقية في اجرام بغداد وتم ايداعها لدى ضابط برتبة متقدمة من ذوي الاختصاص بالتحقيق لبذل مزيد من الجهود لجمع الادلة ضد المتهمين"./انتهى5
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام