وقال رئيس الجمهورية في كلمة له خلال مصادقته على قانون الناجيات الإيزيديات في يوم المرأة العالمي تحت قبة البرلمان اليوم الاثنين بحسب بيان رئاسي :" إنه يومٌ يستحق منا الاحتفاءَ، الاحتفاء بالماضي، بالتضحياتِ العظيمة التي قدمتها النساء، ويستحقُ منا الاحتفاءَ بالحاضر، حيث نتشارك، رجالاً ونساءً، بالمسؤولياتِ وبإدامةِ الحياة، وهو يوم يتطلبُ منا التخطيطَ للمستقبل، ليكونَ أكثر عدالةً وإنصافاً وإقراراً بالأدوارِ العظيمةِ التي قدمتْها وتقدمُها المرأة ".
واضاف :"في مثلِ هذه المناسبة يجبُ أن نقفَ بإجلالٍ وتقديرٍ للدورِ العظيمِ للمرأةِ العراقية خلال العقودِ الأخيرة. إنها عقودُ ويلاتٍ ومصائبَ وحروبٍ وعنفٍ وجوعٍ وحصار، لكننا معاً واجهناها واجتزنا الكثيرَ منها بشرفٍ وكبرياء، وكان دورُ المرأة في كلِّ هذا باسلاً وعظيما "ً.
وتابع:"لقد حافظت المرأةُ العراقية على كيانِ الأسرةِ في ظروفٍ بالغةِ التعقيد، وأدامت الحياةَ، قبل أن تُسهِمَ بشجاعةٍ في مقاومةِ الإرهابِ والعنفِ، حيث شاركت الرجلَ الدَورَ البطولي في التحدي وحفظِ كرامةِ البلد, مضيفا "هكذا وقفت المرأةُ العراقية حاملةً السلاحَ واستُشهِدَ منهنَّ الكثيراتُ ممَّن قدّمنَ مثالاً نفخرُ به في التضحيةِ والبطولة. وعانت منهن مَن عانت التهجيرَ والسبيَ، وأشير هنا بشكل أخص إلى محنة الإيزيديات والتركمانيات الشيعة والمسيحيات والشبك، وإذ أتشرفُ اليوم بالمصادقةِ على قانون الناجيات الإيزيديات والذي تمَّ تشريعُه إنصافاً لمعاناتِهن ومعاناة الضحايا من المكونات العراقية جميعا. وهو قانونٌ يعملُ من أجل إنصافِ ضحايا الوحشيةِ الإرهابية وما اقترفه الدواعشُ من جرائمَ إبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية ".
وبين ان , القانونُ يخصُّ شريحةً اجتماعية من الإيزيدياتِ والضحايا من المسيحِ والتركمانِ والشبك وغيرهم من المكونات ممن عانوا جرّاء وحشيةِ الإرهاب وسلوكِه المفتقرِ لأدنى قيمِ الإنسانية ,مؤكدا ان العملُ بهذا القانون مسؤوليةٌ وطنيةٌ لابدَّ منها في إطارِ إنصافِ الضحايا وتأهيلِهم نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وبما يساعدُهم على تحقيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تليق بهم ".
وتابع :"وفي هذا السياق أرى من الواجب أن أقدم شكرنا وتقديرنا للأخ رئيس مجلس النواب ولنائبيه وللبرلمانيين والكتل البرلمانية التي عملت من أجل إقرار هذا القانون، فكان جهدكم جهدا مقدرا ونعتز بهذا الإنجاز المهم لنا وللبرلمان العراقي وان شاء الله سيرى النور في التطبيق ويكون عاملا لتحقيق ولو جزء يسير من الإنصاف المطلوب ".
واضاف :"للنساءِ اللواتي ضحَّين بحياتهن، للنساءِ اللواتي فقدنَ الأحبةَ من الأبناءِ والآباءِ والأزواج، للنساءِ اللائي عِشنَ محنةَ السبي والتهجيرِ والخطفِ والاغتيال، لهن جميعاً مشاعرُ العرفانِ ونحن ننحني بكلِّ تقديرٍ واحترام".
وقال ان ,أدوارُكن العظيمة في مواجهةِ الصِعابِ يحفظُها التاريخ، ويحفظُها المجتمع وتظل تتذكرُها الأجيالُ في سِفْرِ المحنةِ والبطولةِ العراقية , مضيفا كما يحفظ التاريخُ لكنَّ أدوارَكنَّ في صنعِ السلامِ والوئامِ الاجتماعي. النساءُ ملائكةُ المحبةِ والتآخي والعيشِ المشترك ".
واوضح ,ولا شك أن دَورُ المرأةِ مهمٌّ وأساسي في أيةِ تنميةٍ اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، فلا تنمية للمجتمع من دونِ هذا الدورِ المسؤولِ والفاعلِ للمرأة".
وتابع:"ان والدتي رحمة الله عليها، ورحمة الله على الموتى من الأخريات كانت تذكرني عندما أقول أن المرأة نصف المجتمع كانت تؤكد انها الأم النصف الآخر للمجتمع فهي المجتمع بالكامل.
واشار الى ان ,عيدُ المرأة هو عيدً المجتمعِ كلِّه , وعيدُ المرأة يضاعفُ الشعورَ بالمسؤولية من أجلِ المزيدِ من التشريعاتِ والعمل الذي يحفظُ للمرأةِ حقوقَها وما تستحقُه من توقيرٍ واحترامٍ وتقدير".
وختم كلمته بالقول :"دامت أيامُ المرأةِ أمناً وسلاماً وكرامة ,ولتكنْ كلُّ أيامِ العام أيامَ هناءٍ وعدلٍ وحرية لأمهاتِنا وأخواتِنا وبناتِنا وشريكاتِ حياتِنا"./انتهى2
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام