وبينما تعتبر سوزان رايس/ مستشارة الامن القومي الامريكي السابقة ان قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالخروج من الاتفاقية النووية هو الاكثر حمقا وتهورا لأن ترامب حرر يد ايران من القيود التي فرضت عليها كلها ، وستكون قادرة على استئناف نشاطاتها النووية من دون أن تهتم بخرق بنود الاتفاق ، تختلف آراء المتابعين بين توقع نشوب حرب متعددة الاطراف يكون العراق ساحة لها او تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران..
فمن جانبه ، يرى الكاتب والاعلامي مظهر الغيثي ان امريكا تتمنى جذب ايران لمعسكرها كما كانت سابقا ، فالرؤساء الامريكان لن يذهبوا بعيدا الى خط اللاعودة لأنه لايوجد من يستطيع تعويض دور ايران في البعد القومي والاقليمي ويمكن تخمين ذلك من خلال دعوة ترامب للتفاوض وتصريحه بأنه يريد لايران ان تكون قوية وعظيمة لكنه لايريدها ان تصنع قنبلة نووية ..
في الوقت الذي يستبعد فيه المحلل السياسي الدكتور محمد ابو النواعير تحويل العراق الى ساحة مواجهة بين امريكا وايران لاعتقاده بان امريكا ستورط نفسها في مستنقع آخر وتعيد تجربتها مع ايران في قتال استنزاف طويل الامد في الساحة العراقية خاصة وان اشاعة الفوضى في العراق ستكون من مصلحة ايران ، بينما تفشل امريكا في مثل هذا النوع من المواجهة لان نظام الحكم الامريكي اليوم قائم على الحفاظ على المصالح الاقتصادية ومصالح امريكا الاقتصادية في العراق ليست قليلة ، وهذا النمط من المواجهة المباشرة داخل المدن سيكلفها الكثير لذا نراها بدلت اسلوبها الى حرب الوكالة ( السعودية في اليمن ، وداعش في العراق ) بينما تعمد ايران الى التلويح باغلاق مضيق هرمز لابعاد الانظار عن مصدر قوتها الحقيقي وهو ( حرب المدن) الذي تبرع فيه بشدة والذي يمكنها من خلاله استحصال دعم ومساندة من دول اخرى كروسيا والصين ..
من جهته، يرى رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية الدكتور عدنان السراج ان تصاعد اللهجة بين امريكا وايران يوحي الى قرب مواجهة حقيقية مسلحة بين الطرفين لأن ايران كسرت الجمود للتصعيد النفسي والاقتصادي لامريكا واسرائيل وحلفائها الخليجيين وهي تعلن صراحة انها لاتقبل ان ترى شعبها يتأذى من دون ان يتحمل الاخرون مسؤولية عدوانهم وحصارهم لايران ، ويعتقد السراج ان التصعيد الايراني الاخير المدروس والذي عودنا الايرانيون عليه بالادارة الناجحة للازمات والخروج من الازمة بأقل التكاليف مع الحذر الشديد من المواجهة العسكرية لذا قامت ايران باطلاق تحذيرات واضحة لكل الاطراف الدولية بان على الجميع ان يتحمل مسؤوليته للكارثة المقبلة وهذا يعني الكثير لاسرائيل وامريكا وكذلك لاوروبا ، كما ان اكثر الذين يحذرون الغضب الايراني هم الخليجيون الذين يعرفون قوة ايران وخداع امريكا والغرب لهم في المواقف الصعبة وتجربتهم في اليمن واضحة ، لذا ستشهد الايام المقبلة – حسب اغتقاده- تراجعا امريكيا وتحركا اوروبيا لعودة التفاوض وعودة الحياة للاتفاقية النووية ..
ويصف الخبير العسكري والكاتب احمد كريم الدليمي التصعيد الامريكي – الايراني بالمسرحية البائسة لأن الغرض منه لن يكون اشعال حرب بين ايران وامريكا بل هو في مجمله سيناريو لتمرير اهم صفقة في تاريخ اسرائيل وامريكا " التغيير الديموغرافي على ارض العرب" لضمان امن اسرائي وتوسعها وبداية تحقيق حلمها الازلي ( اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ) ..ويعتقد الدليمي ان التصعيد مع ايران ليس من مصلحة امريكا ولااوروبا ولااسرائيل ولن يصل الى درجة الحرب بل سيبقى ضمن اطار التصعيد واستعراض القوى ، فليس من مصلحة امريكا واوربا وحتى اسرائيل تغيير نظام الحكم في ايران على الرغم من انه يزعجهم الا انهم مستفيدين منه سيما في ابتزاز دول الخليج العربي لديمومة التواجد العسكري المكثف لامريكا ..
اما الكاتب ستار جبار فيعتقد ان الحرب لن تحدث على المستوى القريب فليس لها غطاء شرعي " قرار من مجلس الامن " وليس لامريكا حلفاء كثر عدا السعودية والامارات والبحرين واسرائيل اذ ان اوروبا ايضا غير مقتنعة بالحرب ..ولكن من مصلحة امريكا حلب دول الخليج من خلال تخويفها بايران ومايترتب عليه من بيع اسلحة والسماح لقواعدها بالبقاء ..ويؤكد جبار ان السبب الوحيد الذي يجعل احتمال نشوب حرب بين امريكا وايران بعيدا في الوقت الحاضر هو معرفة امريكا الاستخبارية الدقيقة بالقدرة الصاروخية الهائلة لايران فمعظم صواريخهم المصنوعة محليا غير قابلة للاستكشاف من قبل الرادار وغير قابلة للمقاطعة جويا من قبل منظومة باتريوت الامريكية ، وبذلك فان اية حماقة ترتكبها امريكا في اشعال الحرب سيكون اول ضحاياها هو الاسطول البجري الامركي في الخليج العربي وخليج عمان وكذلك اسرائيل برمتها ، لذا يتوقع ان يزداد حصار ايران اقتصاديا ..
ويرى الكاتب عبد الكاظم حسن الجابري ان ايران تملك مقومات الصمود من تطور في التسليح واكتفاء ذاتي من السلع والخدمات فضلا عن تعلق الايرانيين ببلدهم وسيطرتهم على مضيق هرمز ، وهذه القدرة التي تملكها ايران غير غائبة تماما عن النظرة الامريكية لذا فأمريكا تحسب الف حساب لأي خطوة من شأنها اشعال حرب تهز العالم. ما ستلجأ اليه امريكا هو ثلاث اتجاهات, عدا زيادة فرض العقوبات, الامر الاول هو احداث ازمات داخلية في ايران, والثاني استدراج ايران لان تبدأ بالضربة الاولى لاتخاذها ذريعة للتحشيد العالمي للقبول بالعقوبات, والثالثة هي ضربة سريعة وخاطفة على غرار ما حدث في العراق عام 1998. لذا فان خيار الحرب المفتوحة وحرب الاطاحة بالجمهورية الاسلامية لن يكون متاحا في ايدي امريكا, وهو سيكون خيارا مفروضا لا اختيارا../انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام