ويقع السوق في قلب المدينة، ويُعدّ شاهداً على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة على مر العقود.
يقع سوق العمار في مركز مدينة الحلة،و يُعدّ السوق جزءاً من النسيج الحضري القديم للمدينة، وهو محاط بشوارع رئيسية وأحياء سكنية وتجارية مثل محلة الوردية داخل ومنطقة الكلج ومنطقة الخسروية .
ويقول الدكتور في التاريخ اكرم الخفاجي’يمر بجوار السوق عدد من الممرات والأزقة التي كانت تُستخدم تقليدياً كطرق تجارية تربط بين المناطق المختلفة داخل المدينة ويمتاز السوق بموقعه القريب من نهر الفرات، الذي يمر عبر الحلة، ما جعله نقطة حيوية للتجارة قديماً، حيث كان النهر يستخدم لنقل البضائع من وإلى المدينة.
كما يرتبط السوق ببعض المعالم التاريخية والثقافية في الحلة، مما يُبرز أهميته التراثية.
ويشير الدكتور الخفاجي الى تاريخ تاسيس سوق العمار حيث تأسس سوق العمار في مدينة الحلة خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، على الأرجح بين عامي 1890 و1910. جاء تأسيس السوق تلبية لاحتياجات السكان المحليين والتجار الذين كانوا يبحثون عن مركز تجاري يتوسط المدينة، ويتيح لهم ممارسة الأنشطة الاقتصادية بسهولة.
واضاف "يُروى أن السوق أخذ اسمه من "العمار"، وهي كلمة تشير إلى النشاط والحيوية التي ميزت هذا المكان عبر التاريخ في حين يرى البعض الاخر ان اصل التسمية هي ان عشيرة العمار احدى العشائر العربية التي تتخذ من ناحية النيل التي تبعد 15 كم عن السوق مكان لتجمعها حيث تعرض على تجار مدينة الحلة بضائعهم الزراعية في وكان السوق سابقا يُضاء بمصابيح النفط وتكتظ أزقته بالباعة والمشترين الذين ينتمون إلى مختلف الثقافات. وكان يشهد تبادلاً تجارياً غنياً يعكس التنوع الثقافي الذي عرفت به الحلة.
اليوم، يعاني سوق العمار من تدهور في بنيته التحتية ونقص في الخدمات الأساسية. الأحياء المحيطة بالسوق باتت مكتظة، والزحام المروري يشكل تحدياً يومياً للزوار.
ورغم أن السوق لا يزال يحتفظ بشيء من طابعه القديم، إلا أن انتشار الأسواق الحديثة ومراكز التسوق الكبيرة أثّر بشكل كبير على حركة التجارة فيه
وعند التجول في السوق، يمكن ملاحظة التناقض الواضح بين المحال التجارية التقليدية والأكشاك الجديدة التي تقدم منتجات مستوردة، ما يثير مخاوف حول اندثار الطابع المحلي للسوق.
ويشير المهندس امير جابر انه برغم التحديات، فإن سوق العمار يحمل إمكانيات كبيرة ليصبح وجهة سياحية وتراثية فريدة. يمكن دمج السوق في خطط التنمية السياحية للحلة، مع التركيز على الحفاظ على طابعه الأصيل. كما يمكن تشجيع الفنانين والحرفيين المحليين على عرض منتجاتهم التقليدية، مما يعيد إحياء روح السوق.
وبهذا فان سوق العمار ليس مجرد مكان للتجارة، بل هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الحلة وهويتها الثقافية. والحفاظ على هذا السوق لا يعني فقط دعم التجارة المحلية، بل أيضاً صون إرث تاريخي وثقافي للأجيال القادمة../انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام