ويشير المؤرخ التاريخي علي مرجان " ان وصف التصميم الخاص بالمنارة والتي تتميز بطراز معماري إسلامي يعود إلى العصور الوسطى، وهي مبنية من الطوب الطيني الذي كان شائعًا في عمارة تلك الفترة وتتميز المنارة بشكلها الخاص وتمتاز بارتفاعها الملحوظ وشكلها الأسطواني المميز، مع قاعدة عريضة تتناقص تدريجيًا نحو الأعلى اما ما يخص النقوش والزخارف تحتوي المنارة على نقوش وزخارف تعكس الفن الإسلامي في تلك الحقبة، وتشير إلى التأثيرات المعمارية المحلية والإقليمية.
واضاف ان الأهمية التاريخية للمنارة والتي هي جزء من موقع تاريخي يعود إلى عدة عصور، حيث أن المنطقة كانت مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا و تشير الوثائق إلى أن المجمع تم تجديده في العهد العباسي، ثم شهد تحسينات وترميمات خلال العصور اللاحقة، بما في ذلك العهدين المغولي والعثماني. اما الاهمية الدينية أن المرقد والمنارة يمثلان موقعًا مقدسًا للمسلمين واليهود على حد سواء ويعتبر المكان محط احترام للزوار ، لا سيما في المناسبات الدينية.
وتشير الدكتورة رنا رسمي الى ان تاريخ عمارة منارة الكفل هي شهادة حية على عبق التاريخ تقع منارة الكفل في قلب ناحية الكفل بمحافظة بابل العراقية، وهي واحدة من أبرز المعالم الإسلامية التي تحمل إرثًا دينيًا وتاريخيًا عريقًا. تشكل المنارة جزءًا من مجمع مرقد النبي ذو الكفل، الذي يمثل وجهة مقدسة في التراث الإسلامي واليهودي على حد سواء. تعد هذه المنارة تحفة معمارية تسلط الضوء على تطور فنون العمارة الإسلامية في العراق.
واكدت رسمي ان منارة الكفل تتسم بأسلوب معماري يعكس التقاليد الإسلامية في بناء المآذن. يبلغ ارتفاعها حوالي 25 مترًا، وهي مبنية من الطوب الطيني الذي كان المادة الأساسية للبناء في بلاد الرافدين. تبدأ المنارة بقاعدة عريضة أسطوانية، ثم تتناقص تدريجيًا كلما ارتفعت إلى الأعلى ومن أبرز ميزاتها الزخارف الجصية والنقوش الهندسية المتقنة، التي تزين الجزء العلوي من المنارة. كما تضم شرفة دائرية كانت تستخدم قديمًا للأذان، وهي مزودة بدرابزين يحيط بها بشكل آمن.
واضافت على مر العصور، شهدت المنارة العديد من عمليات الترميم. في الحقبة المغولية، أضيفت عناصر زخرفية جديدة، بينما شهدت الفترة العثمانية تحسينات هيكلية للمحافظة على استقرارها. وفي العصر الحديث، تعرض الموقع إلى الإهمال بسبب الأوضاع السياسية التي مرت بها المنطقة، لكن محاولات إعادة تأهيله بدأت تستعيد زخمها وبالرغم قيمتها التاريخية والدينية، تواجه منارة الكفل تحديات عديدة، من بينها عوامل التعرية الطبيعية، وضعف عمليات الصيانة المنتظمة. علاوة على ذلك، تحتاج المنطقة المحيطة إلى تخطيط مدروس للحفاظ على هويتها الثقافية، مع توفير مرافق تخدم الزوار وتحمي الموقع من التعديات.
وفي النهاية تظل منارة الكفل شاهدًا على تطور العمارة الإسلامية وروحانية العراق عبر القرون. هذا المعلم، الذي يجمع بين التاريخ والفن والدين، يحتاج إلى مزيد من الاهتمام ليظل رمزًا للهوية العراقية ومصدر إلهام للأجيال القادمة"./ انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام