الحاج علي حسين محمد من اهالي بعقوبة الذي يعمل بصناعة الفخار المعدّ من الطين المحروق المنقى من الشوائب قال :" بدأت العمل في العاصمة بغداد منذ ستينات القرن الماضي ،و انتقلت الى بعقوبة مركز محافظة ديالى ، ثم الى ناحية (بني سعد) ، وأول ما أنتج من هذه الفخاريات هي (البستوكة) التي تعرف ب( الأنجانة) و(الحب) والذي يستخدم لحفظ المياه سابقا ، وفي الوقت الحاضر بدأت العمل بأنتاج المزهريات و السندانة و الاواني التي تستخدم في تأمين الطعام للطيور."
من جهته اوضح مدير البيت الثقافي في ديالى حامد الحمداني :" ان صناعة الفخاريات في العراق من أبرز الموروثات الشعبية للصناعات اليدوية التي عُرفت قبل نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وارتبطت بالتراث السومري والآشوري والأكدي "، مبينا ان المادة المستخدمة في صناعة الفخار تسمى (تراب الفحل ) سابقا وحاليا ( الطين الحر ) وتستخدم آلة الجرة و الكوره في أنتاج أنواع الفخاريات .
واضاف :" من أبرز الأواني الفخارية المستخدمة ليومنا هذا، هو ما يسمى باللهجة الدارجة “الحِب”، وهو وعاء فخاري كبير لحفظ الماء، إلى جانب “تنور الطين”، المخصص لإعداد الخبز، وبعض الأواني الصغيرة الأخرى.
واشار الى :" ان من أهم المناطق التي أشتهرت بمزاولة بيع الفخار في ديالى هي شهربان و بهرز وبعض مناطق شمال ديالى ".
وتابع مدير البيت الثقافي :" اقمنا العديد من المعارض الفنية ضمت العشرات من نماذج الموروث الشعبي من الفخاريات حفاظا على الارث الحضاري " ، داعيا الجهات الحكومية العليا الى اعتماد صناعة الفخار مادة تدرس في المعاهد من اجل إحياء هذه الصناعة التي ميّزت الحضارة العراقيّة منذ آلاف السنين .
ويقول خبراء :" ان الفخار ينطوي على العديد من الفوائد على الصعيدين الصحي والبيئي، وهذا هو السبب في استمرار العديد من الأسر باستخدام وعاء الفخار للكثير من الأغراض لفوائده العلاجية العديدة ".
كما وينصح الخبراء باختيار أواني الفخار المصنوعة يدوياً، خاصة التي تحتوي على جزيئات المايكا، وهي مادة تعمل عازلا للحرارة، وهذا يفسر سبب تبريدها للمياه.
ومن فوائد أواني الفخار، أن الطين المصنوعة منه ذو طبيعة قلوية، مما يجعله يتفاعل مع الماء الحمضي وبالتالي يخلق توازناً في درجة الحموضة، وبسبب ذلك يتم تخفيف الحموضة الناتجة من الطعام بشرب الماء المخزن في اوعية الفخار./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام