وعند ذكر المدارس في تاريخ مدينة الحلة يذكر المؤرخون المدرسة الشرابية، وكانت تقع بالقرب من جامع الحلة الكبير، الذي كان بدوره معلمًا مهمًا في المدينة.
يُعتقد أن الموقع القديم للمدرسة أصبح جزءًا من المدينة الحديثة، ولكن آثارها لم تعد موجودة بشكل ملموس اليوم.و يعود تأسيسها إلى العهد العباسي وهي واحدة من المدارس التاريخية المهمة التي تأسست في مدينة الحلة خلال العصر العباسي.
وسميت بالمدرسة الشرابية نسبةً إلى مؤسسها، الأمير سيف الدين الشرابي، الذي كان من الشخصيات البارزة في تلك الفترة، وسعى لدعم العلم والعلماء. ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي)، وقد كانت مركزًا علميًا بارزًا يهدف إلى نشر العلوم الشرعية والأدبية.
يقول المؤرخ الدكتور هادي الشماع :" ان نظام التعليم في المدرسة الشرابية ، كان مستوحًى من نظام المدارس الإسلامية في العصر العباسي، والذي كان يهدف إلى نشر العلوم الدينية والأدبية وتخريج العلماء وطلبة العلم المؤهلين لخدمة المجتمع.اما نظام التدريس فكان يقوده الامام أو المدرس الرئيس ، الذي يتولى التدريس في حلقات علمية داخل المدرسة.
واضاف :" غالبًا ما يكون عالمًا كبيرًا ومرموقًا في المجتمع ، و كانت تقام جلسات تعليمية يُطلق عليها "حلقات"، حيث يجتمع الطلاب حول المدرس.و تكون هذه الحلقات مفتوحة، ويمكن للطلاب من أي مكان الانضمام " .
وعن الخدمات التي تقدم للطالب ، بين الدكتور الشماع :" ان المدرسة غالبًا توفر مكانًا للإقامة والطعام للطلاب الغرباء ، اضافة الى المكتبة التي تحتوي على كتب ومخطوطات قيمة لدعم الطلاب في دراستهم. و كانت المدرسة تعتمد على الأوقاف التي أُنشئت خصيصًا لدعمها، حيث يُخصص جزء من الأرباح لتغطية تكاليف التدريس والإقامة ".
ويصف المؤرخون شكل المدرسة الشرابية بانها كغيرها من المدارس الإسلامية التي أُنشئت في العصر العباسي، كانت تتميز بتصميم معماري يعكس الطابع الإسلامي والزخارف المميزة لذلك العصر.
ورغم أن البقايا الأثرية للمدرسة لم تعد موجودة بشكل واضح اليوم، يمكننا استنباط شكلها من خلال وصف المدارس الإسلامية المشابهة في ذلك الوقت حيث تم شرح تفاصيل بنائها بانها تتكون من ساحة داخلية ، او ما يطلق عليه الصحن . اما مركز المدرسة فغالبا ما كان يضم ساحة مكشوفة ، مستطيلة او مربعة الشكل ، تحيط به الغرف من جميع الجهات وتستخدم للانشطة الجماعية مثل حلقات الدرس كما كانت المدرسة تضم غرفا للتدريس واخرى لاقامة المدرسين والطلبة ./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام