ولشجرة الزيتون التي توصف بانها "بترول الاردن الاخضر" قيمة ومكانة كبيرة عند الشعب الاردني ، فهي جزء من تراثهم، ولا تكاد تخلو مزرعة أو حديقة منها، وتمثل رافدا اساسيا، ومصدر رزق ومعيشة يعينهم على تأمين احتياجاتهم الحياتية الاساسية.
ويعد الاردن ، استنادا لتقارير عالمية مدعمة في اكتشافات اثرية دولية وتحديداً منطقة رم /جنوبي المملكة/، اقدم منطقة زرعت باشجار الزيتون بالعالم ، وذلك عام 4200 قبل الميلاد اي في عصور النحاسي والبرونزي والحديدي والنبطي.
والاردن ، العضو في مجلس الزيتون العالمي، يصنف عالميا بانه عاشر دولة في انتاج الزيتون والرابع عربيا، فيما يبلغ متوسط استهلاك المواطن الاردني من زيت الزيتون 4 كغم سنويا.
ويوجد بالاردن ما يقارب 20 صنفا من اشجار الزيتون، وتتوزع زراعته على اقاليم المملكة الثلاثة، وتتركز خصوصا بالمناطق الشمالية، اهمها النبالي البلدي والرصيعي والنبالي المحسن والصوراني واخرى.
واكد نائب نقيب المهندسين الزراعيين الاردنيين نهاد العليمي :" ان المملكة تحتل المرتبة الثامنة عالميا والرابعة عربيا في انتاج مادة زيت الزيتون، و ان عدد اشجار الزيتون المزروعة بالاردن يتراوح بين 15 الى 16 مليون شجرة تشكل ما يقارب 75 % من المساحة المزروعة بالاشجار المثمرة في البلاد ".
واوضح العليمي :" ان الانتاج الذي يبلغ ٢٧ الف طن سنويا من زيت الزيتون ، يشكل رافدا اقتصاديا مهما للآلاف من الاسر الاردنية التي تعتاش على القطاع ، حيث توفر العديد من فرص العمل الموسمية المباشرة وغير المباشرة. اذ توجد في الاردن ١٣٦ معصرة زيتون توفر العديد من فرص العمل خلال موسم عصره.
وبين :" ان زيت الزيتون الاردني يعد من اجود الانواع على مستوى العالم، ويتمتع بنكهة ورائحة ثمرية طيبة، ومذاق حلو مع حدة او مرارة مستساغة، اضافة الى انه غني بحمض /اوليك/، وهو مصدر مهم للدهون الصحية، ونسبته المرتفعة تدل على جودة وقيمة غذائية عالية".
وتابع المهندس العليمي :"يخلو زيت الزيتون الاردني من متبقيات المبيدات؛ كون معظم زراعات الزيتون في البلاد بعلية /تعتمد بشكل اساسي على مياه الامطار/، ونادرا ما تستخدم المبيدات الحشرية او الفطرية".
و اشار الى :" ان زيت الزيتون الاردني يعاني من اشكاليات بعمليات التسويق جراء ضعف الادوات التسويقية للمنتجات الزراعية عموما، و ارتفاع كلف الانتاج ما يجعل من سعره مرتفعا /7 دولارات للكيلوغرام الواحد تقريبا/ بالمقارنة مع الزيوت الاخرى مثل الاسبانية والسورية والتونسية، الامر الذي يؤثر على تنافسيته بالاسواق التصديرية ".
واكد المهندس العليمي :" ان العراق يعد من الوجهات التصديرية لزيت الزيتون الاردني، لكن بكميات قليلة، نظرا لارتفاع الاسعار مقارنة مع مثيله القادم من سوريا وتركيا على سبيل المثال، بالاضافة لوجود العديد من المناطق العراقية التي تعد مناطق انتاجية لزيت الزيتون بخاصة في اقليم كردستان ".
بدوره، وصف الناطق الاعلامي للنقابة العامة لاصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الاردنية المهندس نضال السماعين، قطاع الزيتون في البلاد، بانه من اهم القطاعات الاقتصادية الرئيسة واستثماراته الكلية تبلغ نحو 3 مليارات دولار، بالاضافة لكونه مشغلا رئيسا للعمالة".
واكد :" ان نحو 300 الف عائلة اردنية تعتاش بشكل مباشر على شجرة الزيتون، اي ما يعادل نحو مليون وربع مليون مواطن، في مختلف قرى وارياف ومدن المملكة ".
واشار الى :" ان قطاع الزيتون الذي تصل الاستثمارات الصناعية فيه الى 169 مليون دولار، يعد من القطاعات الرافدة للاقتصاد الاردني بقيمة تصل لاكثر من 150 مليون دولار بالموسم"، موضحا :" ان انتاج زيت الزيتون بالمملكة يكفي احتياجات السوق المحلية ويتم تصدير كميات للخارج ".
ولفت المهندس السماعين الى وجود اهمية كبيرة لزيت الزيتون الاردني بالسوق العراقية، والسنوات الاخيرة بدأت تشهد تصدير كميات منه بواسطة تجار عراقيين.
واوضح المهندس السماعين ان الزيت الاردني يصدر كذلك الى العديد من دول العالم ، منها دول الخليج العربي والولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية واليابان وكندا وبريطانيا.
من جانبه، اشار المستثمر بقطاع الزيتون الاردني المهندس موسى الساكت، الى :" ان زيت الزيتون الاردني يمتاز بجودة عالية ويصدر للكثير من دول العالم ، الا ان كمياته صغيرة ومحدودة، ولا تلبي الطموحات، رغم قيمته الاقتصادية المرتفعة جدا ".
ولفت الى :" ان اسعار زيت الزيتون الاردني مرتفعة جدا لارتفاع كلف الانتاج ، ما يحد من تنافسيته بالاسواق التصديرية "، مطالبا بدعمه لانه يحمل "الهوية الأردنية".
وبين المهندس الساكت، ان المنافسة بالاسعار، بالاضافة الى عملية خلطه وتكريره التي تتم على منتجات دول اخرى من زيت الزيتون، تحد من قدرات الزيت الاردني على الوجود بكميات كبيرة بالسوق العراقية وهو العائق الوحيد./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام