وملامح الصراع الانتخابي هذا قد يحسم من الجولة الاولى ان حقق احدهما الحصول على اكثر من نصف الاصوات ليكون هو الفائز بالمنصب واذا لم يحدث ذلك ستجري جولة ثانية لاتتعدى 14 يوما من من الجولة الاولى ليحسم الموقف لاحد المرشحين في هذا المعترك الانتخابي المصيري .
ويواجه الأتراك في هذا الظرف الصعب بعد ثلاثة اشهر من زلزال مرعب راح ضحيته اكثر من 50 الف قتيل ودمار هائل لاحد عشر ولاية في جنوب البلاد يتطلب اعادة اعمارها مليارات الدولارات والليرة التركية في هبوط مستمر بالقيمة امام الدولار وهم اي الاتراك بين اثنين من المرشحين الرئيسيين للرئاسة في الاختيار لكل منهما رؤية معاكسة لرؤية الآخر عن مستقبل بلدهم.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه اليوم منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو في انتخابات محورية تضع 20 عاما قضاها أردوغان في السلطة على المحك، في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة شديدة التقارب، وقد تتطلب جولة إعادة تقام بعد التصويت بأسبوعين.
ويرى حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان أن حزب الحركة القومية اليميني هو حليفه الرئيسي.
في المقابل يتوقع أن يحصل تحالف المعارضة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري العلماني و5 أحزاب أخرى على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهو دعم جعله يتفوق في بعض استطلاعات الرأي.
أردوغان وعد الناخبين بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات وخلق ستة ملايين وظيفة، متهماً الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من عقدين من الزمن في الحكم فيما ينوي منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو وبدعم من غالبية قوى المعارضة توجيه هذه الدولة العضوة في الناتو مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
واردوغان البالغ من العمر /69/ عاما صعد الى السلطة قبل عشرين عاما كانت حينها تركيا تمر بفترة خيّم عليها ظلام التضخم الا انها وبالتدريج باتت تشهد فجرا جديدا من التطور حتى وصلت الى ما هو عليه الان من نمو وتطور يحسب لحزب اردوغان / العدالة والتنمية/ وتمتعت تركيا في ظل حكمه بازدهار اقتصادي طال مداه، وارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
وفاز أردوغان -الأكثر بقاء في السلطة بتركيا في أكثر من 10 انتخابات ورسم مسارا للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى أن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة.
وخلال الحملة الانتخابية، يسعى أردوغان إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء، واستعراض الإنجازات الصناعية في تركيا، والتحذير من الفوضى في الحكومة في حالة فوز المعارضة.
ومنذ عام 2017، يحكم أردوغان تركيا بسلطات رئاسية كاسحة. من قصره المترامي الأطراف في أنقرة، كرئيس تنفيذي يمكنه إعلان حالة الطوارئ وتعيين وفصل كبار موظفي الدولة.
ورغم ان تركيا جزء من تحالف الغرب الدفاعي /حلف الناتو/ الا ان أردوغان وثق علاقات بلاده مع الصين وروسيا أيضا، حيث اشترت تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي أس-400، وافتتحت - قبل الانتخابات - محطة طاقة نووية روسية الصنع، هي الأولى من نوعها في تركيا.
ويدعو أردوغان إلى أن تتبنى تركيا تحالفات متعددة الأطراف بحيث ُينظر إليها على أنها "واحة سلام وأمن"، ويعرض لعب دور الوسيط في الحرب الروسية في أوكرانيا وإذا بقي أردوغان في السلطة سيواصل دفع تركيا بعيدا عن الغرب، دون مغادرة الناتو.
وكانت سنوات أردوغان الأولى نموذجا للنمو الاقتصادي القوي ومشاريع البناء الضخمة. والتزمت تركيا دائماً بشروط اتفاقيات القروض مع صندوق النقد الدولي ولا يزال أردوغان يعد بتحقيق معدلات نمو عالية وإعطاء دفعة كبيرة للسياحة في البلاد .
فيما يرغب خصمه وحلفاؤه في العودة إلى مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على علاقات تركيا مع روسيا.
وزعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو البالغ من العمر / 74/ عاما زعيم تحالف المعارضة الذي يضم 6 أحزاب والذي بقي فترة طويلة محجوبا خلف ظل أردوغان- لم يتمكن من سد الفجوة بين حزبه وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات منذ أن تزعم حزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط في عام 2010.
وحصل الموظف الحكومي السابق كليجدار أوغلو على مقعد في البرلمان عام 2002 ضمن نواب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
ولجأ كليجدار أوغلو إلى أسلوب شامل لا يقصي أحدا سعيا إلى جذب الناخبين الذين خاب أملهم من خطابات أردوغان و"سوء إدارته الاقتصادية / حسب رأي المعارضة/.
وقدم كليجدار أوغلو وعودا بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون وتوجيه تركيا العضو في الناتو مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
وزعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو اذا ما فاز في الانتخابات فأنه ينوي في اولى قراراته ترحيل ترحيل السوريين المقيمين على الاراضي التركية والبالغ عددهم ثلاثة ملايين و600 ألف سوري حسب دائرة الهجرة التركية وهو توجه ترفضه غالبية الشعب التركي .
ومن المقرر ان يتوجه الناخبون في عموم تركيا إلى صناديق الاقتراع يوم الاحد المقبل لاختيار مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ويبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب بالاستحقاق الرئاسي والبرلماني / 64/ مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، وفق اللجنة العليا للانتخابات التركية .
ويتنافس على منصب الرئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشحا عن تحالف الشعب، بقيادة حزبي /العدالة والتنمية" و"الحركة القومية وعن تحالف الأمة كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري وسنان أوغان مرشحا عن تحالف الأجداد .
وسينتخب الناخبون اضافة الى رئيس للدولة / 600/ عضو في الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا ومدة كل دورة منها خمس سنوات ./انتهى
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام